السبت، 16 فبراير 2019

قصائد د.أحلام الحسن "أفتقدك يا جدة

في ذكرى وفاتها السادسة والثلاثين مازالت تعيش بداخلي وأراها في كلّ لحظة .. وعجز الزمانُ أن ينسيني إيّاها ..مازالت هي ملكة عرش قلبي وستظلّ إلى آخر لحظةٍ بعمري
حتى ألحق بها .. إنّها جدّتي وأمّي بعد رحيل والدتي شابةً صغيرة.. أفرغت كلّ حبها عليّ فأنا ابنتها الوحيدة وأنا حفيدتها الوحيدة .. رحمهم اللّه جميعا وغفر لهم ورحم اللّه موتاكم وموتى المؤمنين والمؤمنات ..

أفتقدكِ يا جدّة ..

دموعُ العينِ كم تأسى حبيبهْ
لكم أبكت وكم عشقت سكيبا

وطبعٌ لم يزل يحكي جديدًا
يُحدّثُ عن مزاياها خطيبا

جميلُ الودّ ِ يجحدهُ حقودٌ
وفيُّ القلبِ لا ينسى اللبيبا

ووصلُ الودّ ِ نخطفُهُ بشوقٍ
أيا  دفئًا  يُداوينا طبيبا

أيا عينًا  فما زالت حنانًا
يُلملمُنا ويرعانا  رقيبا

يخافُ عليَّ من وجدٍ ويخشى
أيا حُبًّا  فقدناهُ صوِيبا

تصافت من دعاكِ لهم قلوبٌ
فما كانت لأن تصفوا مهيبا

أيا قلبًا لكَم يدعو مرارًا
لربِّ الكونِ يُنجينا اللهيبا

فلولا ذاكَ ما سرنا طريقًا
وما كنّا  لنَفلحَ أو  نُصِيبا

أراكِ هنا حنانًا لم يزل بي
يُعانقني  يُلملمني  قريبا

بأطفالي أرى تلك المزايا
شفاهٌ منكِ كم رسمت دبيبا

وذاكَ الحُسنُ كم يصبو ويربو
بخالٍ بالشّفاه بدا رحيبا

على وجهٍ  يغارُ البدرُ منهُ
كمحياها لكم يبدو خصيبا

يفيضُ بمثلِ رقّتها حنانًا
ويُهدي كلّ بلسمِهِ رحيبا

أيا حضنًا لكم  نهفوا إليهِ
وحِلمًا نقتدي فيهِ  لبيبا

سلي قلبي فهل يجفو فؤادي
وعن ذكراكِ لا يسهو رتيبا

وحولَ القبرِ كم صُفّت سجايا
تُخلّدُ من شمائلكِ الرّطيبهْ

خُذي منّي أيا أمًّا تسامت
عهودًا ما بقيتُ فلن تَخِيبا

إذا كشفت زوايا الرّوحِ همًّا
فذاكَ الشّوقُ أدماها نحيبا

لئن درُست قبورٌ بالمعاني
فقبركِ في ضلوعي لن يَغيبا

إذا ما مُتُّ سُوّينا  بلَحدٍ
شبابًا نبضُ قلبي أو مشيبا

د. أحلام الحسن