الأربعاء، 1 مارس 2017

قضايا

قضايا ..

بقلم د. أحلام الحسن

قوافلُ أطفال سوريا إلى أين ؟!

من العجب المذهل للعقول أن يقف العالم بأجمعه شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا موقف المشلول تمامًا عن حلّ الأزمة السورية كما يقولون !  وفي الحقيقة أنّ هذه الكلمة لا تفى لمعأناة الشعب السوري .. كلماتٌ هنا وهناك واجتمعاتٌ باسم حلّ الأزمة السورية !
وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون !!
يسارع الموت الأحمر في اقتناص أرواح الشعب السوري بشتى الصور وعلى مختلف الأصعدة  دون استثناء .. ومن جهاتٍ متعددة !!
اختلفت رؤاها ،واختلفت مقاصدها ، واختلفت مسمياتها ، واختلفت مصادرها المادية ، واختلفت ركائزها وأساليب التطبيق عندهم .. الأهم الأول لكلٍّ منها القضاء على خصمه ولو هلك الباقون من الأبرياء وممن لا ناقة لهم ولا جمل .. فتنٌ أذهلت العالم بأجمعه .. فتنٌ لا تدري من يقف من ورائها ..
لم تبق حربُ سوريا على بيتٍ إلا وأدخلت عليه الفجيعة .. والعالم يتفرج عليهم وكأنه ينتظر أن تلفظ سوريا آخر نفسٍ لإنسانٍ على أرضها ..
المتقاتلون .. الأبرياء .. الشعب .. الحكومة .. كلهم في خضم أفواه الموت المعدودة لهم لإلتهامهم جماعة تلو جماعة !!
من وجهة نظري القاصرة أرى بأن ليس هناك من سيستفيد من السوريين مطلقًا .. الفائدة الحقيقية لن تكون للشعب السوري ولا للحكومة السورية وإن اعتقدوا ذلك أرى قد جانبهم الصواب ..
الفائدة والمصلحة لتلك الجهات المضمرة والمخفية والتي من مصالحها القضاء على الدولة السورية وعلى شعبها البطل بالتمزيق واختلاق الفتن وعلى ثرواتها وعلى معالمها وعلى التعليم السوري والذي خرج منه آلوف العلماء والأطباء والأدباء والشعراء ..
في الحقيقة بعد الدمار والقصف اليومي من شتى الأطراف حتى أعمت أغبرة ذلك القصف أعين البصر والبصيرة وضاعت العقول البشرية ووصلت الحال ببعضها إلى مرحلة الجنون الإنتقامي ناسيًا شعبه ووطنه وأطفاله !! ناسيًا بأنّه سيقف يومًا ويُسأل عما فعله وكم روحٍ تسبب في إزهاقها .
أما الطفل السوري الذي تمزقُ صورهُ أفئدةً لها عقول .. الطفل السوري أصعب حالا بمئات المرات من المتقاتلين والمتناحرين ..
الطفل السوري يقع ضحية وفريسة الحرب اللذيذة في أفواه أعداء سوريا المجيدة ..وعلة إثر هذا تسير قوافله نحو الآتي :
١- الموت بسبب القصف والحرب .
٢- الموت هربا من الحرب وعلى شواطئ البحار أو تحت أيدي القرصنة بعد أن يُرمى وأهله في البحر ويؤخذ ما معهم من مال .
٢- فقد الأعضاء كالأرجل والأيدي والبصر .. فإذا ما كتبت له الحياة عاش معذبًا قاصرًا عن إعانة نفسه بكأسٍ من الماء ! فهل هذه تسمى حياة .. فضلًا عن ذكريات الحرب والحدث الذي تسبب له بهذه الإعاقة .. فهل سينسى هذا وينسى من تسبب فيه !!
٣- الطفل السوري أمام موت متدرجٍ بسبب نقص الدواء والطعام وسوء العلاج .
٤- الهروب إلى دولٍ أخرى أوربيةٍ أو عربيةٍ وهو أمام حالتين إما النجاة بعمره وتعلمه فيحظى بهما .. وإما النجاة بعمره ويعيش عالةً على الآخرين قاصر التعلم وهذه أحسن الحالات المذكورة .. فضلًا عن تخوّف تلك الدول من إيواء تلك الأسر السورية الفارة بأطفالها بذريعة احتمال تسرب الفتن لأوطانهم .
٥- التّشرّد في الملآجئ والصحاري والخيام وصعوبة حصول الأطفال هناك على التعلّم واكتساب المعرفة والعلم الذي سينقذهم حين الكبر من الحاجة للناس .. فضلا عما يعانيه الأطفال من سوء التغذية والذي يترك أثره البليغ عليهم .. فضلا عن البرد والحر وعدم توفر حاجيات العمل للكبار وغيرها مما يترك أثاره الصحية والنفسية على الطفل السوري .
٦- استخدام وتدريب الطفل السوري على القتال وزرع الحقد في نفسه وتشويش أفكاره الطرية القابلة للتأثر سيترك هذا أثره من حيث لا يشعر هؤلاء بأنّ تدريب الأطفال على القتال معناه مواصلة الاقتتال إلى دونما نهاية .
٧- وهنا نذكر حالة هي أفضل الحالات على افتراضٍ ضعيفٍ جدا هي نجاة الطفل السوري من كلّ ذلك بعد أن فقد الكثير من أهله بسبب الحرب هل سيعيش بقية عمره متمتعا كبقية الأطفال أم ستبقى ذكريات الحرب وكيف أخذت منه أمه وأباه واخوته وبيته !!
هل سيمارس حياته كإنسانٍ نافعٍ للبشرية وهذا ما نأمله ...
بكلّ ألمٍ يعتصرني ويسلب ما بقيَ من ابتسامةٍ عندي أختم مقالي .