الأحد، 12 مارس 2017

كيف أعد نفسي لكتابة الشعر الحلقة الثالثة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  الحلقة  الثالثة (  كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر )  قلم واعداد : د .أحلام الحسن    يسعدني أعزائي المتابعين بأن ألتقي معكم اليوم مجددًا في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات ( كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر ) أتمنى بأن تقضوا معها وقتًا مفيدًا وممتعا .  تكلمنا في الحلقة الثانية عن أنواع الشعر بصورةٍ عامة .. وسنتطرق اليوم لنوعٍ آخرٍ من أدبيات هذا الفن وهو القصيدة النثرية ( وإن كانت هنالك بعض الأراء المناهضة لهذا النوع من الأدب ) . وتحتاج قصيدة النثر إلى عدّة عوامل واختصاصات لابدّ من تواجدها بل من الضّروريات تواجدها .. وإلاّ خرج النّص عن كونه قصيدة ، وتحوّل إلى خاطرة عابرة أو مجرد كلامٍ لا يصل لمستوى الخاطرة فضلا عن قصيدة النثر . . والآن دعونا الآن ننظر في أهمّ عوامل نجاح قصيدة النثر .. خصائصُ وعوامل نجاح قصيدة النثر وهي : ١  -  الإيجاز : وتعني : الكثافة في استخدام اللفظ سياقًا وتركيبًا ، وهنا يتطلب من الكاتب قوة الحرف ، وقوة الكلمة المتدفقة التي تخرج منها الصّورة الفكرية للوجود .   ٢ - الًتوهج : وتعني الإشراق ، بحيث يكون اللفظ في كافة  استخداماته متألقا في سياقه ، كأنهُ مصباحٌ مضاء ، إذا استبدلناه بغيره ينطفئ بعض البريق في الدلالة العامة ، يشد ذهن المتلقي  بجمال تراكيبه اللغوية . ٣ - المجانية : وتعني اللازمنية ، أي يكون اللفظ غير محددٍ  بزمنٍ معينٍ ، فالدّلالة متغيّرة ، حسب السّياق والرّؤية والتّركيب ، وتكونُ قصيدة النّثر ذات دلالةٍ مفتوحة غير مقيدة ، يمكن أن تُفهمَ على مستوياتٍ عدّة .. بمعنى أنّ النّاثر يكون متأثرًا بحدثٍ ما .. أو بحالةٍ نفسيةٍ خاصة به بحيث ينطلق من الحدث المتأثر به إلى القلم والورقة فيسطره شعورًا واحساسا .. والحذر من محاولةٍ فاشلةٍ لكتابة قصيدة النثر دون التّأثر المذكور . ٤ - الوحدةُ العضوية : وتعني أن يكونَ النّصُ كلامًا واحدًا ، ومجردًا من وحدة البيت المشبهة بقصيدة الشعر العمودي ، ويكون النّصُ كلّه وحدةً واحدة في الفكرة وإن تشعبت منها أفكارٌ ثانوية داعمة للفكرة  الأساسية .  ٥ -  فلا موسيقية للوزن عادة فيها أوالإيقاع ، وذلك لصالح بناء نصٍ جديدٍ  ، وأساس هذه الجماليات : تجنّب كثرة الاستطرادات والمفردات التي بذات المعنى، وهي ما نجده في الأشكال النثرية الأخرى ، وتبقي على قوة اللفظ وإشراقته . ٦ -  تتألف قصيدة النثر من عدّة عناصرَ من الواقع المادي المحسوس حسب الرّؤية الفكريّة للنّاثر ، وتكوين  علاقاتٍ جديدةٍ بين ألفاظ النّص وبين تراكيبه المتعددة ، هذه العلاقات مبنيّة على وحدة النّص وعلى جمالياتٍ لغويةٍ  ، تعتمد على رؤية النّاثر الثقافية والشاعرية ، فتنعكس على صياغة وبناءِ الألفاظ ، وبنية التّراكيب ، وقوّة التّخييل الممزوج بالواقع .  وهذا ما يقودُ في النهاية إلى إثارة ما يُسمى بالصّدمة للمتلقّي ، هذه الصّدمة تنتجُ عن التّلقي للنّص النثري ، واللذة في هذا التلقي الناتج عن التّأملِ في بنية النّص ، وروعةِ جمالياته ، ورؤاه الجديدة . فمصطلح الصّدمة الشّعرية هو الميزان الذي سيحدد جودة القصيدة النثرية ، ومستوى نجاحها عند الجمهور .  ولهذا نعرف كيف للشّعر وللنثر وقعًا كالسّحر فنعشقه ونحبه !  وللمعلومة فقصيدة النثر تختلف عن الشّعر فقصيدة النثر تختلف عن الشّعر المنثور ، وهذا ما سنتعرف عليه في الحلقات القادمة إن شاء الله .. كذلك هنالك فرقٌ شاسعٌ بين قصيدة النثر ، وبين الخاطرة الأدبية والتي لها خصائصها أيضا أشكر لكم حسن متابعتكم .. ومرحبًا باستفسارتكم حول الحلقة . محبتي .. بالودّ ألقاكم المحاضرة القادمة .