الأحد، 12 مارس 2017

كيف أعد نفسي لكتابة الشعر الحلقة الثانية

كيف أعدّ نفسي لكتابة الشّعر الحلقة الثانية الحلقة  الثانية من حلقات (  كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر )  إعداد وتقديم : أحلام الحسن تكلمنا في الحلقة الأولى عن كثيرٍ من المقومات التي يجب أن تتوفرَ في الكاتب  قبل كتابة أيّ نصّ ٍ من الأدب ، وضرورة توفّر النّوعية  النّفسية لكتابة الشّعر خاصةً وبأصنافه . .وقبل الشّروع في التعلّم سنعرجُ على أنواع الشّعر ومدارسه المتعددة المتخالفة منها والمتوافقة . أنواعُ الشّعرِ ومدارسه : ١/ الشّعرُ الكلاسيكي والقديم . . ويطلق عليه هذا الإسم لإمتداد جذوره القديمة ، وصناعة فنّه على يد استاذ هذا العلم الخليل بن أحمد الفراهيدي .. إلاّ أنه يتجددُ ولا مجال أبدًا لأن يكون تراثا ، شعر البحور الخليلة وهي ستة عشر بحرًا ، لسنا بصدد دراستها في هذه الحلقة . ٢/ شعر التفعيلة  : وهو الشعر المتحرر من وحدة الحرف الروي .. وهو شعر قد اشتق من البحور الخليلة ، إلاّ أنهُ يعطي الشاعرَ مجالا أوسعًا للتّعبير والفكرة أكبر من البحر التام  .. فهو قد يحذف من تفعيلاته ، وقد يضاف لتفعيلاته ،  وقد يتكون الشطر الواحد من تفعيلةٍ واحدةٍ فقط وقد يتكون من خمس تفعيلاتٍ ويجد فيه الشاعر إنطلاقًا رحبا للتعبير عن مشاعره .. وشعر التفعيلة أكثر صعوبةً في كتابته من الشعر العمودي حيث أنّ العمودي عادة ما يكتبه الشاعر على اللحن .. بينما في شعر التفعيلة يواجه الشاعر صعوبةً بسبب اختلاف طول الأسطر وقصرها خاصة إذا ما التزم الشاعر بالتفعيلات دونما أن يترك حرفًا معلقا أو أكثر خارج حساب التفعيلة .. فشعر التفعيلة الناجح هو السلسلة الذهبية للتفعيلات مهما كثرت وتعددت دون ترك فائضٍ من حروف القصيدة خارج حساباتها .. وقد يطلق على قصيدة التفعيلة مسمى الشعر الحر .. إلاّ أنه هناك عدة توجهاتٍ واختلافاتٍ من زمن بدر شاكر السياب ونازك الملائكة والبياتي والذين في زمنهم تمحور الشعر الحر أو شعر التفعيلة . ٣/ الشّعر الحر النوع الثاني : وهو نوعٌ آخرٌ من الشعر الحرّ وفق بعض التوجهات الأدبية ، وهو أكثرها انطلاقًا وحريةً من قصيدة التفعيلة وثمّة تشابهٍ بينه وبين الشعر الغربي .. ويعطي فيه للشاعر حرية اختيار التفعيلات من أكثر من بحرٍ من البحور المتقاربة .. ولا يشترطُ فيه الحفاظ على ذات تفعيلات البحر ، كما هو الحال في شعر التفعيلة ، بل يحقّ للشاعر استخدام عدة تفعيلاتٍ مختلفة في قصيدته ، ليخرجَ بقطعةٍ فنيةٍ رائعة .. لكن على الشاعر اختيار الكلمات المتناسقة ،  والتي تجذب ذهن القارئ وفكره .. مع الإحتفاظ بموسقة القصيدة ، وإلاّ تحولت إلى نثرٍ عادي فالشاعر الحاذق هو الذي يسيطرُ على جاذبية استخدام هذا النوع من الشعر .. إلاّ أنّ الكثير من الشعراء أعرض عن استخدام هذا النوع من الشعر الحر . ٤/ شعر النثر  : وهو من أبسط أنواع الشعر ،، لا يشترط في وزنا ، ولا تفعيلًا معينًا ، وعادةً يكون غير مموسقًا بمعنى يفتقرُ لموسقة الإيقاع الموسيقي في الذهن ( وقد عدّه بعض الكتاب نثرًا وليس شعرًا . ٥/ الشعر المرسل :  وهو أحد أنواع الشّعر الجميلة جدا ، وقد تكون القافية موحدة فيه ، ويوحي للقارئ العادي بأنهُ شعرٌ في الأوزان ،  بينما هو متعددُ التفعيلات المختلفة .. وقد ذهب إلى هذا النّوع في كتابة الشعر بعض المدارس الحديثة ،هذه المدارس الشّعرية تحررتْ وكتبتْ أجمل القصائد المقفاة ، وببحور متعددة ، وبتفعيلاتٍ مختلفة ، وفتحت بابًا جديدًا من علوم الشّعر الجميل والعذب المعاني . الخاطرة   :  وهي ليست شعرًا ، لكن يشترطُ فيها وحدة الفكرة ، كما هو في الشّعر ، وجمال اللغة وبلاغتها من ضروريات الخاطرة ، وإذا ما افتقرت للبلاغة وللفكرة خرجت عن كونها خاطرة  تستحق القراءة ، ليس كلّ كلامٍ  بالخاطر وبالقلب نكتبهُ يصلُ لمستوى الخاطرة الأدبية ، إنّ الخاطرةَ فنٌّ أدبيٌ كبقية أصناف الأدب الراقية .