الجمعة، 28 يوليو 2017

عُشرُ الصفر

عشر الصفر ..

ولئن أَدمى قلبًا غدرُ
مردودٌ للغدرِ العذرُ

لو كان لبيبًا لم يغدر
ذاكَ الجاني ذاك الوزرُ

فهل الكذبُ الفاشي طبعٌ ؟!
أمْ ذاكَ لدى النّاسِ الذّكرُ

واللؤلؤ في البحر اللاجي
بين الأصدافِ لهُ خِدرُ

من يصدقُ قولًا لا يُمري
من ليس بهِ بترٌ كسرُ

بحثًا نجري دون الوعيِ
عمّن يبدو كذبًا صفرُ

كلّ الأرقامِ هنا تشدو
ما للصّفرِ الهادي عُشرُ

نصفُ العَشرِ الصّافي نرجو
صفرًا منهمْ يخلو الكسرُ

القصيدة تتحدث عن أمرين بصورة ساخرة الأمر الأول " الغدر "والأمر الثاني " الكذب " وهما متلازمان فلا يتحقق الغدر إلاّ بالكذب فالغادر كاذب .
وهذا بعض الإيضاح عن التورية والتشبيه في البيت القائل :

واللؤلؤ في البحر اللاجي
بين الأصداف لهُ خدرُ

وهنا تشبيه لندرة الصّادقين وأنهم قلّة كما اللؤلؤ في البحر اللاجي واللاجي من اللجج لجج البحر المظلم جدا والغائص في في وضح النهار لا يرى يده فيه من الظلمة .. فالصادقون قلّة لا نكاد نراهم .

من يصدقُ قولًا لا يُمري
من ليس بهِ بترٌ كسرُ :

ألصّادقون من صفاتهم عدم المراء والخداع  ..
من ليس به بترٌ : أي أنه غير مبتور الخصال الطيبة وغير مقطوعٍ عنها .. " كسر " وليس في كلامه إلاّ الإتزان الخالي من الكسر والخلل.

بحثًا نجري دون الوعيِ
عمّن يبدو كذبًا صفرُ      :

نبحثُ عن الصّادقين ونجري ونسارع وكأننا دون وعيٍ فقط لنجدهم ونعرف مكانهم ومن هم ؟
عمّن يبدو كذبًا صفرُ : نبحث عن الصّادقين الذين وصلت درجة الكذب عندهم " صفرًا "
ديدن حياتهم الصّدق لا غير .

كلّ الأرقامِ هنا تشدو
ما للصّفرِ الهادي عُشرُ  :  وهنا الشّفرة الأولى
كلّ الأرقام هنا تشدو : الأرقام كناية عن كثرة الكذابين .. من كثرتهم لا وجود لمعشارٍ من الصّفر والصفر شفرة الصّدق .. بمعنى أنّ لكثرة الكذب إتساعٌ لدرجة أنه لا يوجد الصّدق بنسبة واحد للعشرة .

نصفُ العَشرِ الصّافي نرجو
صفرًا منهمْ يخلو الكسرُ   :

وهنا الشّفرة الثانية والأهم وفكّها كالآتي :
أولًا : لاحظ الحركة على " العَشر " تجدها على العين الفتحة .. ولاحظ الحركة في البيت السابع على كلمة  " عُشر " تجد الضّمة على حرف العين فهنا " عُشر " وفي البيت الأخير " عَشر "
وفرقٌ شاسعٌ بين المعنيين ..

ولللإيضاح أكثر في فكّ الشّفرة :
نصفُ العَشر الصّافي نرجو :
نصف العَشر هو العدد " ٥ " خمسة وبما أنّ العدد خمسة ٥ رسمه يعادل الرقم صفر  " 0 " بالإنجليزي .. والصّفر هذا يخلو الكسر منه فلا تستطيع كسىره .
الشّطر الأول نصف العَشر الصّافي نرجو : بمعني كونوا معنا على الأقل بمعدل النصف صادقين نرجو هذا ..
صفرًا منهم  يخلو الكسرُ : صفرًا خالي من كسر الإتزان أي أصحاب قولٍ متزنٍ .. وهنا رجوعٌ للبيت الخامس في معناه .
أرجو بأن يكون الشرح قد استوفى إيصال فكّ الشفرات .

بحر الخبب " المحدث "فعلن فعلن فعلن فعلن