الاثنين، 5 نوفمبر 2018

ثقافاتٌ ورؤى

د. أحلام الحسن

  " أفةُ العُجبِ والكبر والخُيلاء "

في عصرنا الحاضر انتشرت كثيرًا بعض المظاهر المنبوذة السيئة كالعُجب والكبر والخُيلاء وإن كانت تنصب في انصبابٍ واحدٍ وتتقارب في مواصفاتها مع بعض الإختلاف الطفيف .. وعادة ما تتواجد هذه الصفات المنبوذة في الأشخاص الذين يفتقرون للعلم والمعرفة وغالبا ما يكون الفشل قريًنا لهم .. وإن كانت هذه الظواهر تلازم في بعض الأحيان من حقق ذاته ماديًا أو علميًا أو اجتماعيًا أو وهبه اللّه صحةً وقوةً وجمالّا أو نفوذًا وسلطانًا .. وعادةً ما يقترن العُجبُ والكبر والخُيلاء بالحماقة ..أما الإنسان العاقل اللبيب فلا يزيده العلمُ والمنصب إلاّ تواضعًا وخُلقًا وكما يقال " العلمُ نور " العلُ يرتقي بأخلاق صاحبه ..

العُجبُ لغة :
هو الزهو والبطر والمشي بين الناس مرحًا فيزهو بنفسه ويرى نفسه فوق النّاس وينظر للآخرين بدونيةٍ بينما هو يفتقر للمواصفات الطيبة والمؤهلات التي يتمتع به من يرى نفسه فوقهم !

العُجبُ اصطلاحًا :
الغرور والتعالي والتفاخر بالنعم والمال والقوة وما إلى ذلك مُرجِعًا فضل كلّ مالديه إلى نفسه بأنه هو من حقق ذلك لنفسه حاله حال قارون جاحدًا فضل اللّه عليه وإن كان يؤمن باللّه إلاّ أنه ناكرٌ للنعمة معجبٌ بنفس .

أمّا الكبر رغم تشابهه والتقائه مع العجب إلا أنه به من الرذائل مالا يُحمدُ عقباه
فهو نقيض التواضع طريق هلاك نفس صاحبه وإن كان يجد لذةً في التكبر على الحقّ والتكبر على الناس وقد يصل الأمر إلى درجة  التّكبر على اللّه من حيث لا يشعر فيعارض الحقّ ويحاول إزهاقه تكبّرًا على أهله ! ويدعم الباطل والأكاذيب وأهله ضدّ صاحب الحقّ ولا سبب لذلك إلاّ الحسد والغيرة من صاحب الحقّ أو من هذا الإنسان الذي آتاه اللّه فضلا ما أو علما أو منصبًا .. وإن كان هذا المتكبر على الحقّ يدرك جيدًا في قرارة نفسه بأنه على باطل ولكنه يعارض ذاته ويستكبر ويرى الفضائل في نفسه والكلّ جهولٌ ولا قيمة له .. وقد يفسر أطباء علم النفس هذه الظواهر من الأمراض والعقد النفسية التي تحتاج لسرعة العلاج قبل تفاقم المشكلة فيما بين المتكبر وأفراد المجتمع .. فهو يرى في نفسه الأعلمية والكمالية فوق الجميع ..
فيؤدي به الكبر إلى الغرور والعناد ورفض أخذ العلم ممن هو أعلم منه حاله حال أبليس عندما رفض الإنصياع والإتباع لنبوة آدم .

المعنى اللغوي للخُيَلاء ..

وهي كلمةٌ مشتقةٌ من التخايل أي يمشي الخيَلاء يزهو بلباسه الفاخر أو يرى نفسه قد أوتي من الحسن والجمال أو المال أو الجاه مالم يوت غيره فيمشي الخيَلاء ..
وكثيرًا ما يكون هذا التخايل موهومًا فيمكث في خيلائه كأن يتوهم بأنه الأجمل وهو ليس كذلك وبأن له من المميزات كذا وكذا وهو في الحقيقة لا يمتلكها ولكنه يعيش أوهامها .. وهذا الأمور وللأسف من المعضلات التي انتشرت مؤخرا وتحتاج للعلاج الجذري .