الأحد، 25 نوفمبر 2018

قصائد د. أحلام الحسن زائرة غريبة

زائرةٌ غريبة / د. أحلام الحسن

بفضاكَ كنتُ كثيرةَ الإخفاقِ
أدركْ متاهاتي بهِ واحداقي

وإلى رواقك مرّ قلبي آملًا
ولفَفتُ في شريانهِ  أطواقي

وجعلتُ قافيتي مفاتيح الهوى
والحبر ريقي من فمِ الآماقِ
         
ووضعتُهُ فوق الصّليبِ لصَلبِهِ
وأُقلّب الأيدي فلا من باقي

يسقيهِ من ماءٍ ولا  راو ٍ لهُ
جفّت عروقٌ ما لقت من ساقي

وبصدريَ المدمي وضعتُ ورودَهُ
وتغزّلت شفتي بهِ  وسياقي

بلسانيَ المكبوتِ ذاك أنينُهُ
أم أنتَ في صممٍ عنِ الأعماقِ !

أهفو إليك بكلّ ما في مهجتي
قد بحتُهُ وتساقطت أوراقي

هذا الذي خطّت لهُ بصماتُهُ
قبل المماتِ وصرعةِ الخنّاقِ
        
وبصرخةٍ بفمي هوت وتجمّدت
تهوي شهاباتٌ على  آفاقي

عند الدّهاليزِ استوَت حتّى كوت
ذاكَ الرّواق وجملة الأشواقِ
        
في سرّهِ كان الصّدى بوح الخطى
في بوحِ أشعارٍ ودون تلاقي

بهواكَ من كبدِ امتياحي ثقلُهُ
بين الجفونِ مكانُهُ أحداقي

فلممتُهُ أودعتُهُ  بجفونها
وفررتُ من عينيكَ بالإخفاقِ

لا تبصرِ العينَ التي نظراتها
ضوءُ  المرايا لم تزل أشواقي

فيها  نقاءُ صحائفي  بتلعثمٍ
بظلامِ خوفي أو لظى إبراقي

وكما الطّوارقِ في ليالٍ أظلمت
ولئن نسيتَ لقاءَنا والباقي
   
ونسيتَ شِعري وابتساماتي وإن
مزّقتَ رقمًا لي بدت  أوراقي

ألذّكرياتُ على شفاهيَ لا فلن
تنساكَ سوف تظلّ لي ترياقي

ولئن  قتلتَ الودّ في ساعاتِهِ
وصلبتَهُ ورميتَ لي أشواقي

والوصل صار منَ الضّحايا جملةً
حتّى  وإن لم تُبقِ منها  البّاقي 

وقلى الوصالُ منَ الهوى وودادُهِ
وكتبتَ في صكّ ِ المُحبّ ِ طلاقي !
   
أوهكذا عهدُ الهوى قد شانني
فلطمتُ من غيظِ الجوى أشداقي

وحذفتُ من هذا الهوى سكناتهُ
حركاتهُ حتّى فنت  أشواقي
                                                    
وعرفتُ أنّ الصّمتَ لفَّ شعورَهُ
كقصيدةٍ نطقت بلا استنطاقِ

لهوىً  يباتُ مُعلّقًا  أشواقَهُ
ولرحلةٍ دون اللقاءِ تلاقي

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

زائرةٌ غريبة / قصيدة التفعيلة

بفضاكَ كنتُ كثيرةَ الإخفاقِ لم
أُدرك متاهاتي بهِ
وإلى رواقك قد مررتُ
وحِملُ قلبي في يديّ
لففْتُ في شريانهِ أوراقي
وجعلت قافيتي لهُ مفتاحي
والحبرُ ريقي من فمِ الآماقِ
         
ووضعتُهُ فوق الصّليبِ ليُصلبَ
أفدي بهِ عينًا لروحٍ كم بكت
وأُقلّب الأيدي فلا خلٌّ يواريني ومن
ماءٍ فلا رُويَت عروقي
قبل موتي واشتياقِ اقباري

وبصدريَ المدمي وضعتُ ورودَهُ
وتغزّلت شفتايَ بالودّ الذي
بلسانيَ المكبوتِ باكٍ
هل سمعتَ أنينَهُ ؟!
أم أنتَ في صممٍ فلا تدري بأعماقي !
تناهت كلّ أوراقي وما
خطّت لهُ بصماتُهُ
قبل المماتِ ومن
هتافِ صراعِ بوحِ الإختناق
        
وصرختي بفمي هوت وتجمّدت
تهوي كما تهوي شهاباتٌ على الآفاقِ 
وفي دهاليزِ الرّواقِ
حبيسة الأشواقِ
في أشواكِ جرحِ اللاتلاقي !
        
لم تجد إلّا الصّدى سرًّا
ومن سرّ الخُطى
في بوحِ أشعارٍ مضت !
بهواكَ من كبدِ امتياحي
ثقلهُ بين الجفون
وبين أضلاعي
وفي أحداقي    
   
كتبتَ على صكّ الحُبّ طلاقي
وفررتُ من عينيكَ كي
لا تبصرَ العينَ التي
قد تفضح الأحساسَ في ذاتي
على سطحِ المرايا !

أو نقاء صحافِ عيني
في سكوتي أو لظى الإبراقِ
كما الطّوارقِ في الليالي الدّامساتِ
        
وإن نسيتَ بيوم لُقْيانا حروفَ اسمي
وشِعري وابتساماتي وإن
مزّقتَ أرقامي
ستبقى الذّكرياتُ
على شفاهيَ لا فلن
تنساكَ سوف تظلّ لي
ترياقي
وقصيدةً في رحلة استنطاقةٍ
دون اللقاء تلاقي                    
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحرُ الكامل