الاثنين، 15 فبراير 2016

الحلقة الثالثة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المحاضرة الثالثة ( كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر ) إعداد وتقديم : أ. أحلام الحسن يسعدني أعزائي بأن ألتقي معكم اليوم مجددًا في محاضرة ٍ جديدةٍ أتمنى بأن تقضوا معها وقتًا مفيدًا وممتعا . تكلمنا في المحاضرة الثانية عن أنواع الشعر بصورةٍ عامة .. وسنتطرق اليوم القصيدة النّثرية وقصيدة الشّعر الحر .. كما أنّ هذه الصور أدناه مطلوبة أيضا في بقية أصناف الشّعر ، إلاّ أنه في قصيدة الّنثر تواجده من الضّروريات ، وإلاّ خرج النّص عن كونه قصيدة ، وتحوّل لكلامٍ عادي . خصائصُ قصيدة النثر وهي : ١ - الإيجاز : وتعني : الكثافة في استخدام اللفظ سياقًا وتركيبًا ، وهنا يتطلب من الكاتب قوة الحرف ، وقوة الكلمة المتدفقة التي تخرج منها الصًورة الفكرية للوجود . ٢ - الًتوهج : وتعني الإشراق ، بحيث يكون اللفظ في كافة استخداماته متألقا في سياقه ، كأنهُ مصباحٌ مضاء ، إذا استبدلناه بغيره ينطفئ بعض البريق في الدلالة العامة ، يشد ذهن المتلقي بجمال تراكيبه اللغوية . ٣ - المجانية : وتعني اللازمنية ، أي يكون اللفظ غير محددٍ بزمنٍ معينٍ ، فالدّلالة متغيّرة ، حسب السّياق والرّؤية والتّركيب ، وتكونُ قصيدة النّثر ذات دلالةٍ مفتوحة غير مقيدة ، يمكن أن تُفهمَ على مستوياتٍ عدّة .. بمعنى أنّ الشاعر ينطلق من الحدث المتأثر به إلى القلم والورقة . ٤ - الوحدةُ العضوية : وتعني أن يكونَ النّصُ كلامًا واحدًا ، ويتركُ وحدة البيت، ويكون النّصُ كلّه وحدةً واحدة في الفكرة وإن تشعبت منها أفكارٌ ثانوية داعمة للفكرة الأساسية . ٥ - فلا موسيقية للوزن عادة فيها أوالإيقاع ، وذلك لصالح بناء نصٍ جديدٍ ، وأساس هذه الجماليات : تجنّب كثرة الاستطرادات والمفردات التي بذات المعنى، وهي ما نجده في الأشكال النثرية الأخرى ، وتبقي على قوة اللفظ وإشراقته . ٦ - تتألف قصيدة النثر من عناصرٍ من الواقع المادي المحسوس حسب الرّؤية الفكريّة للشّاعر ، وتكوين علاقاتٍ جديدةٍ بين ألفاظ النّص وبين تراكيبه المتعددة ، هذه العلاقات مبنيّة على وحدة النّص وعلى جمالياتٍ لغويةٍ ، تعتمد على رؤية الشّاعر الثقافية والشئاعرية ، فتنعكسُ على صياغة وبناءِ الألفاظ ، وبنية التّراكيب ، وقوّة التّخييل الممزوج بالواقع . وهذا ما يقودُ في النهاية إلى إثارة ما يُسمى بالصّدمة الشّعرية ، هذه الصّدمة تنتجُ عن التّلقي للنّص الشّعري ، واللذة في هذا التلقي الناتج عن التّأملِ في بنية النّص ، وروعةِ جمالياته ، ورؤاه الجديدة . فمصطلح الصّدمة الشّعرية هو الميزان الذي سيحدد جودة القصيدة النثرية ، ومستوى نجاحها عند الجمهور . ولهذا نعرف كيف للشّعر وقعًا كالسّحر فنعشقه ونحبه ! وللمعلومة فقصيدة النثر تختلف عن الشّعر المنثور ، وهذا ما سنتعرف عليه في الحلقات القادمة إن شاء الله .. كذلك هنالك فرقٌ شاسعٌ بين قصيدة النثر ، وبين الخاطرة الأدبية . أشكر لكم حسن متابعتكم .. ومرحبًا باستفسارتكم حول المحاضرة . محبتي .. بالودّ ألقاكم المحاضرة القادمة .