الثلاثاء، 23 فبراير 2016

الهمزة الحرف الضائع

الهمزةُ الحرفُ الضائع // أ . أحلام الحسن

من المؤسف ما نقعُ فيه نحن العرب أهل اللغة والشّعر والثقافات من !التباساتٍ في مواقع حرف الهمزة في كثيرٍ من كتاباتنا ، وإن وصلنا لدرجةٍ جيدةٍ من الصّرف والنّحو .. وهذا الخلل الواقع تقريبا على الجميع لا يقتصر على فئةٍ دون أخرى لكنه يتفاوت بيننا ، لا لقصورٍ منا بل لاعتمادنا على ما تعلمناه ومادرسناه .. فحقيقة اللغة العربية في القرآن الكريم تقوم على 29 حرفًا وليس كما نعتقد بأنّها 28 حرفًا .. لقد ظلّ حرف الهمزة مظلومًا ، ومازال إلى اليوم ! وكأنّهُ رجلٌ مقعد على كرسي هكذا ( ئ ) ( ؤ ) .. وحقيقة الأمر أنّ حرفَ الهمزة ليس كذلك ! بل هو حرفٌ مستقلٌ كبقية الحروف وقد يخلط الكثيرون بينه وبين الألف !!!! وهذه المعضلة في اللغة العربية هي الّتي تسببت لجيلنا الحالي بالتّقهقهر في معرفة أوضاع حرف الهمزة .. حيث هُمّشتْ أوضاعه لعشرات السّنين ولم تؤخذْ في الحسبان على أنّها حرفٌ في اللغة العربية ..وهذا التّهميش لدور حرف الهمزة كانت له مردوداته السّلبية على كتاباتنا وحتى كبار الكتّاب فنحنُ حقيقة ً نرسمها فقط !!! ربّما يستغربُ البعضُ من مقالي هذا .. لكنّ علينا جميعًا الإستسلام للأمر الواقع لننقذَ جيل اليوم من متاهات وضع الهمزة والأخطاء الواردة منّا جميعا .. ولننقذ أكبر حرفٍ وأكثر حرفٍ استخدامًا من يتم اللغة العربية ومن حرمانه حقوقه اللغوية التي أثبتها الله جلّ شأنه في كتابه القويم .. والتي أجادها الأوائل من المسلمين .. فجاء جيلنا ليطورها فأحدث فيها شرخًا مازال ينزف وربّما يحتاج لعشرات السّنين من مداواته ليرجع سليما بكامل حقوقه .. وكما قلنا الهمزة حرفٌ مستقلٌ مفتوحًا كان أو مكسورًا أو مضمومًا .. ومن الخلل وضعه على كرسي .. الكلام ليس من عندي فقط بل هنالك من أجرى هذا البحث المهم حول كينونة حرف الهمزة وأوضاعها .. ربّما الأعزاء الذي يتابعون مقالي الآن سيندهشون لكتابة حرف الهمزة وكيفية استقلاله عن بقية الحروف وكيفية مغادرته لكرسي المقعدين .. ولنأخذ بعض الأمثلة لكتابة حرف الهمزة : تعوّدنا بأن نكتب كلًا من الكلمات التالية هكذا :

١- كلمة ( الهيئة ) أو كما تكتب في بعض البلدان - ( الهيأة ) : وحقيقة كتابتها بعد أن تأخذ حقّها ك حرف هكذا : هيءَة .( بدون كرسي المقعدين ).

٢- كلمة مئذنة : تكتب بعد أخذ حرف الهمزة حقّه ك حرفٍ مثل بقية الحروف هكذا : مءِذنة .

٣- كلمة يئن : تكتب بعد أخذ حرف الألف حقه هكذا ( يءِنُ ) بالكسر أو ( يَءُنُّ ) .. أو يأُنُّ .
٤- تؤخذُ : تكتب بعد أخذ الحرف حقه : توءخذُ  .
نلاحظ قول الله تعالى في كثيرٍ من الآيات كيف كُتب حرف الهمزه على كلمة ءَامنوا ) : (( يا أيّها الّذين ءَامنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته )) آل عمران آية ١٠٢ .. وهنا أُخذ حرف الهمزة حقّه . وقوله تعالى (( وتؤمنون بالّلهِ ولو ءَامن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم )) آل عمران آية ١١٠ . ( توءِمنون )) نلاحظ كيفة كتابة حرف الهمزة عل كلم ( ءَامن ) كحرفٍ مستقلّ ٍبذاته .
وبما أنّ حرف الهمزةِ حرفٌ مستقلٌّ بذاته كبقية الحروف يعمد المطالبون بإعطائه ( بإعطاءِه ) حقّه إلى عدم وضعه على الكرسي أو الواو . وبهذا الطّريقة فلن يتخبّطَ النّاسُ في كتابة حرف الهمزة .. فليس هناك بالأساس حرف كرسي ليتعكّز حرف الهمزة عليه !! وليس هناك حرفٌ مركّبٌ من حرفين مثل : ( ؤ ) ليتعكز حرف الهمزة عليه .

فمتى يعودُ الحرف الضائع إلى مكانتهِ الأصلية .. ومتى نكتبه كما كُتب في القرآن الكريم ؟!!! أشكر سعة صدوركم الطّيبة لمقالي هذا .. وإن لم يعجبكم فكّروا في الأمر ..