الاثنين، 15 فبراير 2016

الحلقة الثانية

المحاضرة الثانية من حلقات ( كيف أعدُّ نفسي لكتابة الشّعر ) إعداد وتقديم : أحلام الحسن تكلمنا في الحلقة الأولى عن كثيرٍ من المقومات التي يجب أن تتوفرَ في الكاتب قبل كتابة أيّ نصّ ٍ من الأدب ، وضرورة توفّر النّوعية النّفسية لكتابة الشّعر خاصةً وبأصنافه . .وقبل الشّروع في التعلّم سنعرجُ على أنواع الشّعر ومدارسه المتعددة المتخالفة منها والمتوافقة . أنواعُ الشّعرِ ومدارسه : ١/ الشّعرُ الكلاسيكي والقديم . . ويطلق عليه هذا الإسم لإمتداد جذوره القديمة ، وصناعة فنّه على يد استاذ هذا العلم الخليل بن أحمد الفراهيدي .. إلاّ أنه يتجددُ ولا مجال أبدًا لأن يكون تراثا ، شعر البحور الخليلة وهي ستة عشر بحرًا ، لسنا بصدد دراستها في هذه الحلقة . ٢/ شعر التفعيلة : وهو شعر مشتقٌ حديثًا من البحور الخليلة ، إلاّ أنهُ يعطي الشاعرَ مجالا أوسعًا للتّعبير والفكرة أكبر من البحر التام .. فهو قد يحذف من تفعيلاته ، وقد يضاف لتفعيلاته حروفا ، إلاّ أنه يحتفظ بالتفعيلة الأولى والثانية ، وقد يتغير ذلك إلاّ أنّ الإحتفاظ بالتفعيلة الأولى والثانية أجود لقصيدة التفعيلة . ٣/ الشّعر الحر : وهو من أجمل أنواع الشعر ، وأكثرها انطلاقًا ، وحريةً عما في ذهن الشّاعر ، وقد كتب فيه الكثيرون من شعراء العصر . . إلاّ أنه كذلك مُزج ببعض التفعيلات في صدر الأبيات .. ولا يشترطُ فيه الحفاظ على ذات التفعيلة ، كما هو الحال في شعر التفعيلة ، بل يحقّ للشاعر استخدام عدة تفعيلاتٍ مختلفة في قصيدته ، ليخرجَ بقطعةٍ فنيةٍ رائعة .. لكن على الشاعر اختيار الكلمات المتناسقة ، والتي تجذب ذهن القارئ وفكره .. مع الإحتفاظ بموسقة القصيدة ، وإلاّ تحولت لنثر ، الشاعر الحاذق هو الذي يسيطرُ على ذهن القارئ بحيث لا يستطيع القارئ إلاّ إكمال القصيدة . ٤/ شعر النثر : وهو من أبسط أنواع الشعر ،، لا يشترط في وزنا ، ولا تفعيلًا معينًا ، وعادةً يكون غير مموسقًا بمعنى يفتقرُ لموسقة الإيقاع الموسيقي في الذهن ( وقد عدّه بعض الكتاب نثرًا وليس شعرًا . ٥/ الشعر المرسل : وهو أحد أنواع الشّعر الجميلة جدا ، وقد تكون القافية موحدة فيه ، ويوحي للقارئ العادي بأنهُ شعرٌ في الأوزان ، بينما هو متعددُ التفعيلات المختلفة .. وقد ذهب إلى هذا النّوع في كتابة الشعر بعض المدارس الحديثة ،هذه المدارس الشّعرية تحررتْ وكتبتْ أجمل القصائد المقفاة ، وببحور متعددة ، وبتفعيلاتٍ مختلفة ، وفتحت بابًا جديدًا من علوم الشّعر الجميل والعذب المعاني . الخاطرة : وهي ليست شعرًا ، لكن يشترطُ فيها وحدة الفكرة ، كما هو في الشّعر ، وجمال اللغة وبلاغتها من ضروريات الخاطرة ، وإذا ما افتقرت للبلاغة وللفكرة خرجت عن كونها خاطرة تستحق القراءة ، ليس كلّ كلامٍ بالخاطر وبالقلب نكتبهُ يصلُ لمستوى الخاطرة الأدبية ، إنّ الخاطرةَ فنٌّ أدبيٌ راقي فنلاحظ ذلك . بالودّ ألقاكم في الحلقات القادمة أيام السّبت والأربعاء . أخوتي الأعزاء شكرًا لمتابعتكم المحاضرة و أهلًا باستفساراتكم وأسئلتكم .