الأربعاء، 3 مايو 2017

خوفٌ ورجاء

خوفٌ ورجاء .. مشاركةٌ شرفية
د.أحلام الحسن
مملكة البحرين

ياغافرًا عفوهُ منْ باذخِ الكرمِ
رُحماكَ ربّي عُبيدًا تائب الجُرمِ

يامن إليهِ هوت روحُ الخلودِ ولمْ
تَعبدْ سوَاهُ ولمْ تسْجدْ إلى صنمِ

لن ينثني مُخْلصٌ يغدو بهِ الأملُ
أقْررتُ بي توبةً أرجو بها سَلَمِي

هذا خشوعي على بابٍ لهُ شرفٌ
أطوي ليالٍ وفي طيّاتها هِممي

ياخجْلتاهُ غدًا منْ وقْفةِ العَتَبِ
عُذرًا إلهي لِما زلّتْ بهِ قدمي

عيشٌ فكم خانني تقسو مرارتُهُ
عمرٌ فلا غادرتْ  أيّامُهُ  ألمي

هذا ذُهولي لقد أعيتْ بهِ الحيَلُ
إنْ صابني بعضهُ أو صابهُ ضَرَمي

والنّفْسُ قد صُدّعتْ والجسْمُ ممْتحنٌ
والصّبرُ منّي جريحٌ نزْفهُ بدمي

في أضْلعي زفْرةٌ كمْ أحرقتْ شفتي
منْ نوبةٍ لم تدعْ رأسي ولا قدمي

يرمي قضاءٌ وجُودي يصْنعُ  اللممَ
منْ هَولهِ أنجمي رُدّتْ إلى عدمي

يالائمي لا تَلُمْ  قلبًا إذا خُدِعَ
في جوفهِ حسْرةٌ تصبو إلى النّدمِ

منْ يُنْجني غيْرهُ ربًّا  ومُعتمدًا
يومَ الصّراطِ الّذي منْ نورِهِ حَكَمِي

أطفو غريقًا وقلبي كُلّهُ أملٌ
فالصّفحُ عنْ مُذنبٍ ترنيمةٌ بفمي

ياليتني لمْ أُصبْ ذنبًا ولا لممًا
سُبحانهُ غافرٌ في حلمهِ عشمي

كم نائمٍ قد صحا من موتهِ فَزِعًا 
مَخطوفةٌ رُوحهُ في برزخِ الأُمَمِ

ياراحماً مدمعًا  في سهْدهِ نصبٌ
منْ فزْعةٍ مارعتْ همّي ولا سقمي

ياحافرًا حُفْرةً أمري بها وجلٌ 
تُدوي بها نفْخةٌ يصحو بها عدمي

ربٌّ عظيم العُلا  يأوي لهُ قدري
في مُلكهِ رحمةٌ يرجو لها رمَمِي

هيهاتَ عن جُودهِ أغْدو وأنْصرفُ
منْ سُنْدسٍ أرتجي لِبْسًا بهِ عِصَمِي

يا نادمًا قمْ وقفْ في أرضهِ خَضِعًا
منْ فضْلهِ تحتمي منْ جمْرةِ الحُطمِ

وامْددْ لهُ أيْدِيًا  ظنًّا بهِ حَسَنًا
أنعمْ بهِ مُكْرمًا منْ أعْظمِ النّعمِ

قد أخْطأتْ أنْفسٌ ظنّتْ بخالقها
عَدلًا ولم تنتظر عفوًا منَ الكَرَمِ

في عدلهِ لا تقلْ حيفًا بهِ صَرَمُ
في عفْوهِ فُسْحةٌ تُنْجي منَ الصّرمِ

عُذري لهُ نادمًا أرجو  وأنْتَحِبُ
في دمْعةٍ أسْرعتْ كَفّارةُ الحِمَمِ

حسبي بهِ حُلْمُهُ عنْ مُذنبِ الجسدِ
فالرّوحُ تهفو لهُ والفِكْرُ  بالقِيَمِ

بحرُ البسيط