الخميس، 17 أغسطس 2017

السلسلة الذهبية

إهداء من أمير القوافي الأديب الشاعر الأستاذ محمودي الحضري رعاه اللّه وحفظه ..
وافر شكري وامتناني لكلّ هذه الهدايا القيمة التي لا تفيها كنوز الدنيا .

ما الذَّنْبُ إِنْ قلْبِي هَوَاكِ ومَا ادَّعَى
والشّوْقُ بِالتَّحْرِيقِ طالَ الأَضْلُعَا ؟

لاذَنْبَ لِي إِلاَّ الفُضُولُ لِغَايَةٍ
كالطِّفْلِ يكْتَشِفُ المُحِيطَ مُوَسِّعَا

حتَّى إِذَا لَقِي الجَمَالَ أَحبَّهُ
بِبَرَاءَةٍ ما احْتَاجَ يَوْمًا مُقْنِعَا

والطِّفْلُ مِنْ رَهَفِ المَشَاعِرِ شَاعِرٌ
لَكِنَّهُ في الصَّمْتِ قَالَ وأَسْمَعَا

طِفْلٌ أَنَا في صِدْقِهِ وفُضُولِهِ
لَسْتُ المُجَامِلَ بَلْ أُحِبُّكِ طَيِّعَا

لاَزِلْتُ مُنْبَهِرًا بِحُسْنِكِ مُعْجَبًا
شَغِفًّا ولاَ لِسِوَاكِ رُمْتُ تَطَلُّعَا

وكَأَنَّ غَيْرَكِ لَمْ يَفُزْ بِمَفَاتِنٍ
فَالْحُب ُّأَعْمَى في اتِِّجَاهِكِ قَدْ سَعَى

وكَأَنََّ غيْرَكِ في الدُّجَى، لمْ أنْتَبِهْ
لِجَمَالِهِنَّ كأَنَّهُ قَدْ قُنِّعَا

لَكِ جَاذِِبيَّةُ مِغْنَطٍ تَفْتَكُّنِي
لأَِظََلَّ في نَفْسِ المَدَارِ تَضَعْضُعَا

أنْتِ الأَمِيرَةُ لَيْتَ عَرْشَكِ خَافِقِي
ما اخْتَرْتُ غَيْرَكِ أَنْ يَحُوزَ تَرَبُّعَا

مِثْلِي الأنَانِيُّ الذي لِتَشَبُّثٍ
بِكِ كَالصَّبِيِّ أَحَبَّ ثُمَّ تَقَوْقَعَا

وَأَغَارُ مِنْ تَعْليقِ كُلِّ مُتَابِعٍ
وأَنَا الذِي رَصَدَ الهَوَى وتَتَبَّعَا

والذَّنْبُ أَنَّكِ فِي البَهَا أُسْطورَةٌ
سُبْحَانَ مَنْ بَرَأَ الجَمَالَ فَأَبْدَعَا

نَبْضِي تَعَثَّرَ والحُرُوفُ تَلَعْثَمَتْ
فِي وَصْفِ حُسْنِكِ والقَرِيضُ تَمَنَّعَا

عَيْنِاكِ بَحْرٌ أَبْتَغِي إِنْ شُفْتُهُ
لِتَحَطُّمِ الأَحْزَانِ صَوْتًا قَرْقَعَا

وأَتِيهُ أُبْحِرُ والجَوَانِحُ صَبّةٌَ
كمَرَاكِبٍ للصَّيْدَِ أمَّتْ مَرْتَعَا

تَخْتَالُ في لُجَجِ الجَمَالِ سَعِيدةً
نَسِيَتْ مَتَاعِبَهَا وَغُبْنًا مُدْقَعَا

وأَرَى بِبَسْمَتِكِ الضِّيَاءَ مُتَرْجَمًا
بِلُغَاتِ أَهْلِ العِشْقِ نَصًّا مُمْتِعَا

والذَّنْبُ أَنَّكِ ظَبْيَةٌ شَطُّورَةٌ
شِعْرًا ونَثْرًا في العُلُومِ تَنَوَّعَا

فَأَرُومُ أَجْلِسُ في  رِوَاقِكِ دَارِسًا
أَيُلاَمُ طِفْلٌ بالدُّرُوسِ تَوَلَّعَا ؟

فالشِّعْرُ مِنْكِ مُزَلْزِلٌ لِخَوَالجِي
وقَرِيحَتِي اتَّخَذَتْ غَرَامَكِ مَطْلَعَا

لِيَصُبَّ لي الإلْهَامُ مِنْكِ شَطَارَةً
أَنِقَ القَرِيضُ بِفَضْلِهَا لِيُشَعْشِعَا

والذَّنْبُ أَنَّكِ يَا مَهَا دُكْتُورَةٌ
ولَكِ اخْتِصَاصٌ كُنْتِ فِيهِ الأَبْرَعَا

إِذْ تُرْسِلِينَ معَ الحُرُوفِ بَلاَسِمًا
أَنْسَى بِهَا أَلَمِي فَلَنْ أَتَوَجَّعَا

أَنْتِ الحَبِيبَةُ والطَّبِيبَةُ أَيْ نَعَمْ
وأنَا المَرِيضُ كَمَا القَرِيضِ تَقَطَّعَا

أَوَلاَ أُحِبُّ على النَّجاةِ طَبِيبَةً
بَرِعَتْ وأسْدَتْنِي العلاَجَ الأَنْجَعَا ؟

أَنْتِ البَعِيدةُ والمَسَافَةُ أَسْرَفَتْ
وقَرِيبَةٌ والنَّبْضُ مِنْكِ تَوَزَّعَا

أَحْلاَمُ عُمْرِي في وِدَادِكِ لُخِّصَتْ
والقلْبُ إِنْ حُرِمَ الشّفَاعَةَ لُوِّعَا

أَدْرِي بِأَنَّكِ قَامَةٌ مَشْهُورَةٌ
هَيَّا ارْفَعُينِي بِالهَوَى كَيْ أسْطَعَا

رُبَّ اعْتِرَافٍ بِالهَوَى مُتَبَادَلاً
يُرْقِي المُتيَّمَِ  للسُّمُوِّ فيَِلْمَعَا

الحضري محمودي 2017 /8/15