الأربعاء، 30 أغسطس 2017

القصة الشاعرة بيان

القصّة  الشاعرة المقدمة لمؤتمر القصة الشاعرة الثامن لعام 2017 بتفعيلة بحر الكامل متفاعلن متفاعلن متفاعلن .. تمّ تقديمها مرفقةً بالبحث الأكاديمي المُقدّم للمؤتمر .

بقلم د. أحلام الحسن

عنوانُ القصّة " بيان "
موضوعُ القصّة : الطّفولة العربية المعذّبة في مناطق الحروب الحالية وأنموذجها الطّفلة بيان والتي تعيش في حالةٍ منَ الرّعبِ والخوفِ في إحدى قرى سوريا مع جدّتها ..
التفعيلةُ المُسخدمة للقصّة وزنُ بحر الكامل .. متفاعلن متفاعلن متفاعلن

نصُّ القصّة :

في ليلةٍ ظلماءَ حالكةٍ خلتْ من نورِ بدرٍ يُزهرُ الأملَ الذي تأقت إليهِ بيان .. تلكَ الطّفْلة المسدولة الشّعرِ الذي ملأ الغبارُ شقارَهُ  وكأنّهُ ما مسّهُ مشطٌ ولا ماءٌ عليهِ تساقطتْ قطراتُهُ ..
صرختْ بيانُ على ضجيجِ القاذفاتِ برعشةٍ فتملّكتْ جسمًا بدت كُلُّ الجوارحِ فيهِ ذابلةً وفي ذُعرٍ ودمْعٍ سارعت مرعوبةً من خوفِ ماضٍ لم يزل ، كم مزّقتْ أنيابهُ أحبابَها الماضيْنَ في حربٍ      عقيرٍ مُضْغةً للجائعينَ دمًا هنا .
وإلى ذراعي الجدّة العجفاء لاذت علّها تجدُ الأمانَ عليهما ، مسحتْ دموعَ الخوفِ عن أجفانِها ، وعلى شفاهِ الجدّةِ المُنشقّةِ الأطرافِ كم غصّتْ حروفٌ لم تزل في حيرةٍ ، فتمالكتْ أعصابها
قالت : بيانُ بُنيّتي فلتهْدئي ..
صمتتْ قليلًا
هل سنرحل عن هنا يا جدّتي عن ها هنا يا جدّتي ؟
وببسْمةٍ تُخفي المزيدَ منَ الأسى
نطقتْ :
قريبًا يا بيانُ صغيرتي
في لوعةٍ محزونةٍ
قالت :
لماذا هذهِ الحربُ الّتي أخذتْ أبي ، وأخِي ولم تتركْ سوى جثثًا ترامت ها هنا ؟
في زفْرةٍ هي كلّ أجْوبةِ العجوزِ ، ولم تقلْ شيئًا يفي !
كانت هناكَ إضاءةٌ خلفَ النّوافذ لم تزل ..