السبت، 5 أغسطس 2017

شذور الذهب قصيدة للأديب الشاعر الحضري محمودي

إهداءٌ كريمٌ من أميرِ القوافي الأستاذ الأديب الكبير الحضرمي محمودي حفظه اللّه للشاعرة د. أحلام الحسن

شذورُ الذّهب ..

َقريضي على ِالبحْرِ الطّويلِ يُحَاوِلُ
كمَا مرْكَبٍ في الموْجِ باتَ يُنازلُ

منارَتُهُ بانَتْ وأصْفرُ شَعْرِها
على متْنِها مثْل الأشِعَّةِ نازلُ

إليْها سَعَى يرْجُو الوُصُولَ مُثابِرًا
وعنْها أبَى نَـأْيًا و لايَتنَازَلُ

وفيها يرَى الإنْقَاذَ ممّا أحاطَهُ
من الهوْلِ والموجُ العنيفُ يُخاتِلُ

كذا الحُبُّ لمّا يَسْتبِدُّ بِشاعرٍ
بحسٍّ رهيفٍ بِالحُروفِ يقَاتلُ

وقدْ هامَ بالشّقْراءِ حُبًّا بدَتْ بهِ
معَانِي الوُجودِ الرائقاتُ تَهَاطَلُ

سُمُوٌّ لدَى الأَخْلاقِ زَادَ جمالَها
ومَاالحُسنُ يرْقَى إنْ جفتْهُ شمَائِلُ

لهَا الكبْرياءُ الحَقُّ ترْفَعُ صِيتَهَا
رصِينًا ولاَ يحْظَى بِذلِكَ جَاهِلُ

فلاغَرْوَ أنْ يهْوَى النّوابِغَ شاعِرٌ
فهَلْ بيْنَ عِلْمٍ والقَريحةِ فاصِلُ ؟

يراها كبَدْرٍ في دُجًى بِفُؤَادهِ 
وفِيهِ منَ الخيْبَاتِ ليْلٌ مُوَاصِلُ

فيَشْتقُّ نُورًا منْ موَاهِبِ فِكْرِهَا
ِشَمُوخٍ لهُ في السّامِقاتِ مَنَازِلُ

فَفِي كلِّ ميْدانٍ بدتْ بِشَطارةٍ
فهبّتْ منَ الحقْدِ المقِيتِ أَرَاذِلُ

وقَاكِ إلَهُ العَرْشِ سطْوةَ شَرِّهمْ
عسَانَا ولوْ طالَ المَدَى نَتَقابَلُ

لأَِلْقَى بِعيْنيْكِ الجمالَ مُعتَّقًا
بشعْرِ ارْتِجالٍ مثْمَلٍ يَتَمايلُ

ففي بُؤْبُؤَيْكِ السِّحْرُ أثْملَ خَافِقِي
ومن خُضْرةٍ شِعْري أتَاكِ يُغَازِلُ

وتَأْتِي القَوَافِي صوْبَ ثغْرِكِ صَبَّةً
وبَسْمَاتُكِ اللَّأْلاَءُ لاتتَخاذَلُ

ففيها أرَى العنْوَانَ بعد تشَرُّدِي
وفي فلْجةِ الأسْنانِ  حُسْنُكِ ماثِلُ

أنَا يا سُموُّ الحسْنِ طفْلُكِ فَاعْذرِي
فُضُولاً كثِيرًا فالصّغِيرُ يُعَامَلُ

أنَا مُرْهفُ الإحْسَاسِ لسْتُ بِشاعرٍ
إذا لمْ أرَ الإِلْهامَ منْكِ يُناوَلُ

فمِنْ دُونِكِ الأشْعَارُ ترْفُضُ صحْبَتِي
كأَنِّي طفيْلِيُّ القَرِيضِ يُساجِلُ

فهلاَّ قبِلْتِ الوِدَّ من مُتَعلِّقٍ
سيُؤْوِيكِ في وِجْدانِهِ ويُبادِلُ

وهلْ تمْنَحِينَِ الطّفْلَ عهْدَ موَدَّةٍ
فلا طِفْلَ في الإحْسَاسِ بَاتَ يُجامِلُ

أنا عاشِقٌ واللهِ لسْتُ بكاذِبٍ
وحُبُّكِ يا أحْلامُ ليْسَ يُمَاثَلُ

الحضري محمودي 2017 /5/8