الأحد، 27 أغسطس 2017

وجه القمر

قصيدةٌ مهداةٌ لي من أمير القوافي الأديب السامق الأستاذ محمودي الحضري سلمت أنامله وروحه الطيبة .. وافر شكري وامتناني لهدياه المتتالية لي وأدام اللّه تألقه نبراسا يعبر الخريطة العربية ويزيد الأدب العربي جمالا على جمال ..

(( وجه القمر:قصيدة مهداة مع أعطر التحيات الى دكتورتنا وشاعرتنا الراقية أحلام الحسن مع أجمل التهاني بتألقها في الموتمر الثامن للقصة الشاعرة وإلى مزيد من الإبداع والإشعاع )) :

وَجْـهُ القَـمَـرْ

بِغَزَارةٍ شِعْرِي تَدَفَّقَ كالمَطَرْ
ومُنَمَّقًا يَحْوِي الرَّوَائِعَ مِنْ صُوَرْ

ألْفَاظُهُ مِنْ مُعْجَمٍ أَخْفَيْتُهُ
لَكِنَّهُ دُونَ احْتِسَابٍ قدْ ظَهَرْ

كَالمُزْنِ تَحْتَكِرُ الجِبَالُ هُطُولَهَا
وإِذَا سَمَتْ لَمْ تَكْتَرِثْ بِمَنِ احْتَكَرْ

كَالشَّيْبِ لاَيَبْدُو لأَِوَّلِ وَهْلَةٍ
وإذا اسْتُفِزَّ طَفَا وَعَرْبَدَ وانْتَشَرْ

فَأَتَى القَرِيضُ مُطَرَّزًا ومُوَشَّحًا
بِنَفَائِسِ الغَزَلِ المُرَصَّعِ بِالدُّرِرْ

غَزَلٍ خَفِيفٍ بِالعَفَافِ مُلَحَّفٍ
لَكِنَّهُ السُّحْرُ المُدَغْدِغُ لِلْوَتَرْ

يُنْشِي نُيَاطَ القَلْبِ يَكْشِفُ سِرَّهَا
فَيُبِينُ نَبْضُ العِشْقِ مَاكَانَ اسْتَتَرْ

طَرِبَتْ نُجُومُ الأَرْضِ مِنْ نَغَمَاتِهِ
وبهنّ دبَّتْ غَيْرَةٌ لَمْ تُنْتَظَرْ

مِثْلَ الظِّبَا رَهَفُ السَّمَاعِ يُعُيقُهَا
عَنْ لَذَّةِ القَضْمِ المُهَدَّدِ بِالخَطَرْ

إِنْ ظَبْيَةٌ رَفَعَتْ مَفَاتِنَ جِيدِهَا
كُلُّ القَطِيعِ مُقَلِّدًا رَفَعَ البَصَرْ

ماأَنْ نَشَرْتُ قَصِيدَتِي حَتَّى انْتَشَتْ
غِيدٌ كَثِيرَاتٌ ثَمِلْنَ بِمَا انْهَمَرْ

وسَرَى كَنارٍ في الهَشِيمِ تَسَاؤُلٌ
أَأَنَا التِي ألهَمْتُهُ ماقَدْ نَشَرْ؟

وطَغَى بِمَجْلِسِهِنَّ سَيْلُ تَهَامُسٍ
وتَجَسُّسٍ حتَّى تَوَصَّلَ لي الخَبَرْ

وَوَجَدْتُنِي بيْنَ الشُّكُوكِ مُحَاصَرًا
ومُعَاتَبا مِنْ ذِي وذِي أَيْنَ المَفَرْ؟

ولِرَفْعِ كُلِّ الالْتِبَاسِ نَطَقْتُهَا:
"قدْ قُلْتُ هَذَا الشِّعْرَ فِي(وَجْهِ القَمَرْ) "

فتَرَكْتَهُنَّ يَدُرْنَ في دُوَّامَةٍ
منْ يَاتُرَى فَازَتْ بِذَا اللَّقَبِ الأَغَرْ ؟

تِلْكَ التِي قلَبَتْ طُقُوسَ صَبَابَتِي
فَالآنَ مُنْطَلَقِى ومَافَاتَ الهَدَرْ

تلْكَ التِي فَكَّتْ قُيُودَ تَغَرُّبي
ماغَيْرُها انْتَشَلَ الفُؤَادَ من الضَّجَرْ

تلْكَ التِى ما أَنْ لَمَحْتُ جَمَالَهَا
حتّى عَرِفْتُ اللهَ خَلاَّقَ البَشَرْ

وحَمَدْتُهُ أَنْ كانَ حظِّي رائعًا
ورَجَوْتُهُ مُتَبَتِّلاً طُولَ العُمُرْ

ووَعَدْتُهُ صَوْنَ العُهودِ وحفْظَها
حتَّى يَرَى حُبِّي الرِّضَا بِالمُخْتَصََرْ

الحضري محمودي 2017 /8/26