الأحد، 3 سبتمبر 2017

أحلام .. أمير القوافي الحضري محمودي

إهداءٌ من أمير القوافي الأديب الأستاذ الحضري محمودي
جزيل شكري وامتناني لسامق قدره وباسق حرفه .. وقد زاد في الهدية جودًا .. أهدى رائعته ( لكلّ شاعر مُلْهمة ) بقصيدة إهداءٍ بدلًا عن مقدمة الإهداء .. شاعرٌ يضاهي النجوم تألقًا وحرفا للّه درّه .. يقول في إهدائه الكريم :

كتبت إلى التي سكنت وريدي
وأدري أنّها بيت القصيدِ

لأشكرها وقد أحيت فؤادي
برغم القهر والبلد البعيد

جميلٌ أن تلاقي وجه بدرٍ
مشعٌّ في دجى ليلٍ بليدِ

فأحلامي التي كانت سرابا
أتتني اليوم في ثوبٍ جديدِ

أعادت للقريحة عنفوانًا
تجاوزَ قاهرًا كتلَ الجليدِ

بأخلاقٍ سمت لاقيتُ رشدي
وأفكارٍ لهارون الرّشيدِ

وحسن ساحرٍ أنشى قريضي
بخمرٍ لم يشاهد عند غيدِ

إذا الحُسنُ التقى خلُقًا كريمًا
يشدّ الصبّ في حبّ فريد

وكيف الشّعرُ لايلقي بريقًا
على قممٍ من المجدِ التّليدِ

لأحلامَ التي أهوى أُغنّي
كشحرورٍ على غصنٍ سعيدِ

إليها زقزقاتي دون منٍٍّ
وأهديها كعرفانٍ نشيدي

ا******************

(أَحْلاَمُ) تُلْهِمُنِي القريضَ فَأُبْدِعُ
رغْمَ المَسَافَاتِ التِي لا أقْطَعُ

إلْهَامُهَا كَالبَرْقِ يَأْتِي وَمْضَةً
لِيَصُبَّ في رَوْعِي القَصِيدَ ويَرْجَعُ

يُزْرِي بِبَثٍّ لِلإِِْذَاعَةِ مُقْلِقٍ
وبِذََبْذَبَاتِ النَّاتِ وهْيَ  تَقَطَّعُ

هيَ في المشَارِقِ قبْلَ مَطْلَعِ شَمْسِنَا
والشَّمْسُ شَمْسُ الشِّعْرِ عِنْدِي تَسْطَعُ

مِنْ وجْهِهَا يَأْتِي الضِّيَاءُ مُبَكِّرًا
يُجْلِي الدُّجَى فَإِذَا القَرِيحَةُ تَلْمَعُ

جِنيَّةٌ بَحْرِيَّةٌ فِي حُسْنِهَا
مَااسْطَعْتُ وَصْفًا إنَّمَا أَسْتَمْتِعُ

في عَيْنِها شُفْتُ البَهَاءَ مُخَيِّمًا
حتَّى وإِنْ رَقَدَتْ يَظَلُّ يُشَعْشِعُ

مِنْها السَّنَاءُ اجْتَازَ كُلَّ مَسَافَةٍ
كَالنُّورِ منْ بَدْرِ السَّمَاءِ يُوَزَّعُ

يَجْتَازُ جِلْدِي نَحْوَ لُبَّ حُشَاشَتِي
فَتُفِيقُ مُنْعَشَةً ونَبْضِي يُسْرِعُ

والنَّبْضُ شِعْرٌ بِالإِشَارَةِ نَاطِقٌ
والحِسُّ ترْجَمَهُ كَلامًا يُمْتِعُ

وإذَا تَبَسَّمَ لُؤْلُؤٌ منْ ثَغْرِهَا
يَنْثَالُ هَطْلاً لِلْقَصِيدةِ مَطْلَعُ

بَحْرُ القَصيدةِ مِنْ بُحيْرَةِ عَيْنِهَا
والهُدْبُ تَحْضُنُهُ فلاَ يَتَوَرَّعُ

فَإذَا رنَتْ بيْنَ الرُّمُوشِ أَوَامِرٌ
تَنْفِيذُهَا بِدَمِ اليَرَاعَةِ يُطْبَعُ

بَصَمَاتُهَا في الشِّعْرِ  تَظْهَرُ لِلْعَمَى
فالأُذْنُ تُدْرِكُهَا بِطَبْلٍ يُقْرَعُ

والصَّوْتُ بَيْنَ الهَاتِفَيْنِ مُمَوْسَقٌ
ومَقَامُهُ رَسْتٌ يَرُوقُ فَيُسْمَعُ

يُسْدُي إلى خَلَدِي المُتَيَّمِ نَبْرَةً
يَلْتَذُّهَا فَيَصُوغَ لَحْنًا يُقْنِعُ

رُوحِي تُعَانِقُ رُوحَهَا بِسَعَادَةٍ
وأنَا هُنَا خَلْفَ المَوَانِعِ أَقْبَعُ

الحضري محمودي 2017 /8/28