الاثنين، 18 سبتمبر 2017

أفعالنا بين السلب والإيحاب

أفعالنا بين السّلب والإيجاب ..
بقلم / د . أحلام الحسن

" العراقُ وخناجر الإنفصال " ..

مع اقتراب موعد الإستفتاء لإنفصال أقليم كردستان عن العراق والمتوقع إجراءه في 25 من سبتمبر الحالي .. تبدو الغيوم السوداء المحملة بمخاطر الإنفصال تهدد كيان العراق واقليم كردستان التابع لها بمخاطر أمنية ٍ واستراتيجيةٍ ستجلب معها العديد من المشكلات الإقليمية والتي ستلعب دورًا بارزًا في إثارة النعرات الإقليمية وتأجج فتيل الإقتتال والتمزّق وللأسباب التالية :

1/ الخلافات الكردية مع الجارة تركيا امتدت وحصدت المئات من الطرفين وبالأخص الأكراد
خلال السنوات الماضية .. رغم وجود إقليم كردستان ضمن الأقاليم العراقية .. وفي حالة الإنفصال سيجلب أقليم كردستان المتاعب والمشاكل مع تركيا وسيصبح بالطبع هو الحلقة الأضعف فلا يقاس أقليمٌ يتمتع بحكمٍ ذاتيٍ مع دولةٍ قويةٍ لها سيادتها ك تركيا .. وعليه فلن يخدم الإنفصال المصالح الكردية في الإقليم .. كما أنّ الإقليم مهددٌ من قِبل العناصر الإرهابية .

2/ المعروفُ بأنّ العراق تربطه علاقاتٌ قوية ومصالح متبادلة مع جارته الجمهورية الإيرانية اقتصاديا وأمنيًا .. وليس من مصلحة إيران الأمنية  إنفصال إقليم كردستان بتاتًا .. تحسبًا من دعم الأكراد  للمعارضة الإيرانية بسبب الحدود الإقليمية .. فضلًا عن مخاوف إيران بأن توافق الحكومة الكردية على بناء قواعد إمريكية فوق إقليم كردستان .. وهذا لا يستبعد حدوثه مطلقًا لحاجة الإقليم في حالة إنفصاله للدّعم الإقتصادي  لإنشاء مؤسساته الحكومية . مما يجعل الجمهورية الإيرانية في مخاوفٍ من مهاجمتها من فوق الأراضي الكردية .. فضلًا عن احتمال تسلل العناصر الإرهابية لإيران  عبر الحدود .. بينما الوضع الحالي مستقرا لكون الإقليم ضمن الخارطة العراقية .

3/ الوضع الإقتصادي متدهورٌ جدا في إقليم كردستان العراق  بعد إنخفاض أسعار النفط العالمية .. وهذا سيشكل عقبةً اقتصاديةً كبيرة جدا للإقليم .

4/ عوامل التبادل الإقتصادي مع جارات إقليم كردستان مفقودةٌ فخلافات الإقليم مع تركيا من جهة ..  واحتمالات خلافها مع إيران من جهةٍ أخرى .. والتي تهدد بإغلاق الحدود مع الإقليم .. فضلًا عن توجهات العراقيين السياسية  والشعب العراقي الرافض وبقوة لإنفصال إقليم كردستان عن العراق .

5/ هذا التمزّق عن الأرض الوطن  الأم العراق يعني الضّعف والضّعف الشديد ويعني تحقيق استراتيجية ( فرّق تسد ) .. وهو مؤشرٌ خطيرٌ لتحقيق نوايا مُبيّتة للمنطقة .

6/ يشتمُ المتابع للإحداث رآئحة المصالح الشخصية والذاتية من جراء الإستفتاء بالإنفصال
والتي بدورها ستخلق عملية التنافس على السلطة والمهددة باحتمالية إيجاد فصائل متعارضة فيما بينها تزيد من خطر نشوء معارضةٍ كرديةٍ كردية .

7/ فيما لو نجح مخطط إنفصال أقليم كردستان العراق عن العراق سيفتح أبواب جهنم على الخريطة العربية .. وسيصبح كلّ فصيلٍ في منطقةٍ ما يطالب بالإنفصالية لمصلحة الحصول على كرسي السلطة ! وستهدد ليبيا وسيناء مصر وغيرها بوصول عدوى الإنفصال عن الوطن الأم ممّا يزيد من التّمزيق العربي العربي وقس على ذلك ما سيحدث من صراعاتٍ إقليمية محتملة ٍ لا تخدم إلا أعداء الأمة ..