الاثنين، 25 سبتمبر 2017

أفعالنا بين السلب والإيجاب يوم عاشوراء

أفعالُنا بين السّلب والإيجاب
يومُ عاشوراء بين مطرقة التأريخ وسندان البهرجة ..
الحلقة الأولى ..
"
بقلم / د. أحلام الحسن

وتستمر تلاطم ألأمواج التّأريخية  .. وتستمر الصّفعات الخيالية والواقعية لتلطم وجه الواقع المؤلم .. الواقع المدمي والمرير المُحلى بالأمنيات الآخروية الزائفة ! والتي تخدم المصالح الدنيوية لأشخاصٍ وفئاتٍ أغلبها على كراسي التأريخ تأرجحت وتوسّدت واتكأت وأمرتْ ونهت وافترتْ وابتدعتْ واستأجرتْ من القصاصين والمفترين ما استأجرت .. حتى أصبحنا ألعوبةً في أيدي من مضى منهم !! وأورثوا لنا الجهل والغباء واللكمات التي نكيلها لبعضنا البعض كلّ يومٍ بل وكلّ ساعةٍ عبر القنوات وعبر الجرائد وعبر المواقع وفي شتى المجالس ! حتى أصبحنا أُمًةً تتغدى وتتعشى على لحوم بعضها البعض حيّةً ! لتبقى المصالح السياسية الماضية في زمن الحقبة الأموية والعباسية سارية المفعول ليومنا هذا !! ليُذبحَ الإسلام كلّ يومٍ .. ليكون النّبي محمدٍ " ص"  هو والدّين الأضحية اليومية التي تُقدّم على موائد الدّجل والإفتراء ..
ولكم كُذب على رسول اللّه " ص" عبر التأريخ لتثبيت تلك العروش بالروايات والأحاديث المختلقة على رسول اللّه عليه أفضل الصلاة والسلام .. ومن تلك المآسي التي ترد وتتكرر سنويا قضية فضائل يوم عاشوراء المدهشة لعقل اللبيب ..  والخادعة لعقول عوام النّاس من غير المطّلعين والمتابعين للسرد التأريخي المتضارب عندنا ..
نعم إنّها قضية فضيلة يوم عاشوراء المزعومة والتي انطلقت أكثر رواياتها أيام الحكم الأموي للتستر على قضية مقتلهم لسبط رسول وسيد شباب أهل الجنة الحسين ابن علي ابن فاطمة الزهراء ابنة رسول اللّه صلوات اللّه وسلامه عليهم .. من أجل ذلك لجأوا للإحتفال بيوم عاشوراء ووضع الزينة والتّبرك فيه لقتلهم الحسين في هذا اليوم ولكم أُفتريت الأحاديثُ على رسول اللّه في بركة هذا اليوم وفي عظمته التي لا تساويها سائر الأيام من أجل إبعاد النّاس واشغالهم عن الجريمة التأريخية العظمى التي ارتكبتها بنو أميّة في حقّ رسول اللّه بقتلهم الحسين والتي من الممكن أن تثير جدلًا سنويًا ضدّهم عند الأمّة .. فلم يجدوا سبيلًا لطمس تلك الجريمة إلا من خلال بهرجة يوم العاشر من المحرم وللأسف نجحت خطّتهم في التعتيم على هذه الجريمة المخزية  إلى حدّ ٍ بعيدٍ ولزمننا هذا !!
لينتبه مؤخرًا القليل من الباحثين عن حقيقة تلك الأحاديث الموضوعة والمفترية على رسول اللّه "ص" وانقسمت الأمّة نتيجة ذلك فمهنم من يحتفل بعاشوراء ويتبادلوا التهاني ويوزعوا الحلوى وينشدوا الأناشيد  وترتسم الإبتسامات على الوجوه تيمنًا بالعاشر من المحرم ومنهم يلطم الصّدور ويبكي وتنحدر الدموع على مقتل الحسين .. ومنهم من اعتزل وآثر الصمت والجميع وقع ضحيةً لدجل الماضين وأفعالهم ..
وهنا أورد بعض تلك الأحاديث المدسوسة والمفترية على نبي اللّه " ص" في فضل عاشوراء

(حديث مرفوع )
حدثنا ْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّوَيْهِ السَّرَخْسِيُّ ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا  أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قُهْزَاذَ ، قَالَ : ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ  ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "  مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا  عِبَادَةَ سِتِّينَ سَنَةً بِصِيَامِهَا وَقِيَامِهَا ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ مَلَكٍ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ عَشَرَةِ آلافِ شَهِيدٍ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ حَاجٍّ ، وَمُعْتَمِرٍ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أُعْطِيَ ثَوَابَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ، وَمَنْ فِيهَا مِنَ الْمَلائِكَةِ ، وَمَنْ أَفْطَرَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَكَأَنَّمَا أَفْطَرَ عِنْدَهُ جَمِيعُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَكَأَنَّمَا أَطْعَمَ فُقَرَاءَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَأَشْبَعَ بُطُونَهُمْ ، وَمَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ رُفِعَتْ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى رَأْسِهِ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ " . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : لَقَدْ فَضَّلَنَا اللَّهُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، قَالَ : " نَعَمْ ، خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَعْنِي فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَالأَرْضَ كَمِثْلِهِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَالنُّجُومَ كَمِثْلِهِ ، وَخَلَقَ الْعَرْشَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَالْكُرْسِيَّ كَمِثْلِهِ ، وَخَلَقَ الْقَلَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَاللَّوْحَ كَمِثْلِهِ ، وَخَلَقَ جِبْرِيلَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَمَلائِكَتَهُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَخَلَقَ آدَمَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَحَوَّاءَ كَمِثْلِهِ ، وَخَلَقَ الْجَنَّةَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَأَسْكَنَ آدَمَ الْجَنَّةَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَنَجَّاهُ مِنَ النَّارِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَهَدَاهُ اللَّهُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَأَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَرَفَعَ عِيسَى يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَرَفَعَ إِدْرِيسَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَكَشَفَ اللَّهُ عَنْ أَيُّوبَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَوُلِدَ عِيسَى فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، وَتَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَغُفِرَ ذَنْبُهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَأُعْطِيَ سُلَّمَ الْمُلْكِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَوُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَاسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ "  . إنتهى
ونلاحظ هنا عظم الإفتراء والكذب على رسول اللّه " ص"  وحتى على اللّه !
فأرجو من القارئ الكريم قراءة ما جاء في الحديث أعلاه  فقرةً فقرة ليستبين الحقّ وتتضح النتيجة المؤلمة .