الخميس، 28 سبتمبر 2017

ليلاي

ليْلايَ أجْملُ :قصيدة مهداة للدكتورة أحلام الحسن ردّا بنفس القافية على أمواج نفس البحر الذي أهدتني على متنه قصيدا رائعا قبل أيّام:

ليْلايَ أجْملُ

قدْ أقْسمَ الحبُّ عنْد الشّاعرِ الحضْري
أن أنتِ مُلْهِمَتي الإبْداعِ في الشِّعْرِ

أهْوَاكِ يا وجْهَ بدْرٍ لسْتُ أعْشقُهُ
بل صرْتُ أعْبُدهُ بُعْدًا عنِ الكُفْرِ

لا كفْرَ باللهِ ذي الإبداعِ بَارِئِنَا
وهْوَ الذي وَهبَ الإشْعاعَ لِلْبدْرِ

قدْ كنْتُ أحْسَبُ إنّ البحْرَ محْتكَرٌ
حيْثُ الشَّواطئُ والفُلْكُ التي تجْري

لكنَّ ظَنِّي غَدا بالإثْـمِ مقْترِنًا
فالبحْرُ موْقِعُهُ في الأعْيُنِ الخُضْرِ

في غفْوةِ الجفْنِ يبْدُو الحسْنُ في دَعَةٍ
والسِّحْرُ منْبثَقا رغْمًا عنِ السِّـتْـرِ

ََأمّا إذا فتَّحتْ فالموْجُ قافيةٌ
تأتي فتَصْطكُّ بين الكرُّ والفَرِّ

تُحْيي بذائِقَتي الإعْجابَ يدْفعُني
للْبوْحِ بالرأْيِ ذي الإبْداعِ في فكْري

عيْناكِ ألهمتَاني الشِّعْرَ منْ حَوَرٍ
حورِيَّةٌ أنْتِ أمْ بحْريَّـةُ الشُّقْرِ ؟

والسِّحْرُ  في فلْجةِ الأسنانِ ميّزَها
تضْفي مزيدًا من الإغْرَاءِ للثّغرِ

ينْسابُ منْهُ أنيقُ الشِّعْرِِ يثْملُني
يزْرِي معَـتّقُه بالرّاحِ والخمْرِ

لم أدْرِ منْ منْهُمَا أنْشَى فأثْملنِي
تبْسيمةُ الثغْرِ أم ترْنِيمةُ الشِّعْرِ

ياقامةَ الأدَبِ الممْشُوقِ في وطنِي
يا قِمّةَ الخلُقِ المعشُوقِ والطُّهْرِ

بين السّطورِ نَثرْتِ الحُبَّ مُسْتَتِرا
كالحَبِّ في موْسم المحْراثِ والبذْرِ

محْصُولهُ نبْضُ عشْقٍ زانَ أوْرِدَتي
تُحْيِي احْتِفالاً بما أحيَيْتِ في صدْري

ذا النّبْضُ يعْجنُ لفْظَ العشْقِ في شَغَفي
من قبل تطْوِيعهِ صِرْفًا كما الدُّرِّ

حتّى يليقَ بأحْلامِ الهوَى ألَقًا
يُهْدي إمَارَتَـها تاجًا من التِـّبـْرِ

تلْكَ التي ملكَتْ إعجابَ ذائقَتي
في بيْعةِ الحبّ ِ قد أوْكلْتُها أمْري

رُبَّ اعْترافٍ بهذا الحُبِّ يسْعِدنِي
إسْعادَ نحْلٍ بما يلْقَى لدَى الزّهْر

فيه الرّحيقُ لصُنْعِ الشّهْد من عسَلٍ
فوقَ التشمّمِ والإنْشاءِ بالعطْرِ

يا عطْرَ شعْري تَزوَّدْ كيْ تُعطِّرَهَا
واحْملْ تحَايَايَ لا تخْجلْ من الغيْرِ

ياشعْرُ ترْجِمْ لها شوْقًا يُحرِّقُني
تحْريقَ لحْمِ شِـوَاءٍ في لظَى الجَمْـرِ

واعْزفْ لها لحْنَ حُبٍّ شدَّ بوْصَلَتِي
صَوْبًا يعوِّضُني ماضاعَ مِنْ عُمْري

وانْعَمْ بِأَسْرٍ لَـدَيْها فهْوَ يُسْعِدُنِي
أحْيَا بهِ خيْرَ قيْسٍ جُنَّ في عصْرِي

لاِبْنِ المُلَوَّحِ قُلْ ياشعْرُ مفْتخِرًا
ليْلايَ أجْملُ ، واحْذَقْ نغْمَةَ الفخْرِ

أحْلامُ دكْتورة ٌ والحُسْنُ توَّجَها
والحِلْمُ والعِلْمُ في منْأًى عنِ الكِبْرِ

إنّي لَمجْنونُها مادامَ لي نفَسٌ
حتّى وإنْ صرْتُ يومًا داخِلَ القبْر

الحضري محمودي 2017 /9/27